جهات

أمينة حروزِي تُخلف الوعد… وعامل القنيطرة يملأ فراغ قيادة غائبة

رغم موقعها الاستراتيجي ومؤهلاتها الاقتصادية والبشرية، تعيش #القنيطرة اليوم حالة اختناق عمراني ومؤسساتي غير مسبوقة. وضع لم يكن نتيجة ظرف طارئ، بل حصيلة فشل سياسي مزمن جسّدته رئاسة #أمينة_حروزِي لجماعة القنيطرة، التي عجزت عن إطلاق دينامية تنموية حقيقية، وتركت المدينة تحت رحمة العشوائية والارتجال.

منذ تشكيل #مجلس_الجماعة الحالي بتركيبة هجينة أفرزها القاسم الانتخابي، دخلت القنيطرة نفقًا مظلمًا. أغلبية مفككة، ومعارضة مشتتة، وصراعات داخلية حوّلت كل دورة إلى ساحة تجاذب، عوض أن تكون منصة لاتخاذ قرارات تعالج أولويات المدينة. عادت أسماء فقدت مصداقيتها لتشرف على ملفات حساسة، دون أي كفاءة واضحة، وتُرك المواطن القنيطري يتابع مشهدًا عبثيًا لا يمتّ بصلة للتسيير الرشيد أو الالتزام بالوعود.

النتيجة: انسداد مؤسساتي، غياب أي أثر ملموس للمجلس على الأرض، وتراجع واضح في الخدمات الأساسية. لا مشاريع بنيوية، لا رؤية استراتيجية، ولا تواصل فعال مع الساكنة. ما تحقق من تدخلات لم يكن بأي حال من صُنع الجماعة، بل جاء بفعل تحرّك مباشر من عامل الإقليم عبد الحميد المزيد، الذي اختار تجاوز هذا الجمود الإداري بخطوات عملية وميدانية.

العامل بادر إلى إطلاق مشاريع استعجالية، في مقدمتها تأهيل شبكة الإنارة العمومية، مستعينًا بموارد الجماعات القروية لتعويض فشل الجماعة الحضرية. وسرعان ما تبعت هذه الخطوة تدخلات أخرى على مستوى البنية التحتية، رغم أن المجلس يتوفر على فائض مالي يزيد عن 13 مليار سنتيم لم يُوظّف في أي برنامج فعلي منذ بداية الولاية.

التحرك لم يقتصر على البنية التحتية، بل شمل أيضًا القطاع الثقافي، بإعادة إحياء مهرجان “تاموسيدا” في صيغة جديدة تحت اسم “مهرجان المدينة”. هذا الحدث جمع بين الثقافة والفن والرياضة، وشكّل رسالة قوية مفادها أن النهوض بالشأن المحلي لا يحتاج فقط إلى ميزانية، بل إلى إرادة وفهم عميق لانتظارات المواطنين.

هذا الواقع يكشف أن أزمة #القنيطرة ليست مالية أو تقنية، بل قيادة وسياسة. المجلس الجماعي، بقيادة أمينة حروزِي، عجز عن تقديم أي حصيلة مقنعة، وتحول إلى عبء مؤسساتي في مدينة كانت تطمح إلى إقلاع جديد. وحده تدخل عامل الإقليم أنقذ الحد الأدنى من التوازن، لكن استمرار هذا الوضع يطرح سؤالًا مركزيًا: ما جدوى وجود مجلس جماعي فاقد للرؤية، عاجز عن الفعل، وغائب عن محيطه الاجتماعي والمؤسساتي؟

الولاية توشك على الانتهاء، لكن فشل المجلس لا يحتاج إلى انتظار نهايتها لتأكيده. القنيطرة اليوم في حاجة إلى إعادة بناء مؤسساتها المحلية على أسس الكفاءة والمحاسبة، لا على منطق التحالفات الهشة والترضيات الحزبية.

#الدائرة_نيوز

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار