مجتمع

ارتفاع ظاهرة أطفال الشوارع بمدينة القنيطرة

مصطفى ا

أصبحت ظاهرة الأطفال المشردين وأطفال الشوارع تشكل ضررًا اجتماعيًا كبيرًا بمدينة القنيطرة، في ظل غياب الاهتمام بهذه الفئة المهمشة من طرف وزارة التضامن والأسرة، وعدم تحمل المجتمع المدني لمسؤولياته، وكذلك تقاعس المنتخبين والمصالح الاجتماعية التابعة لوزارة الداخلية. كل هذا يجعل العديد من هؤلاء القاصرين عرضة للخطر والإدمان والانحراف والاستغلال الجنسي وغيرها من الآفات.

في غياب إدماج حقيقي ينقذهم من قساوة الحياة التي لا ترحم، تبقى هذه الأجساد النحيلة عرضة للإهمال. مشهد هؤلاء الأطفال على أرصفة الشوارع والأزقة يوميًا يصدم المواطنين، حيث يظهرون في أسوأ الحالات، مندّدين بما يتعرضون له من ضياع وإهمال يجعلهم يتجولون حفاة عراة.

أطفال الشوارع ينتشرون في مجموعات بكل أحياء المدينة، خصوصًا في وسط المدينة، أو ما يُعرف محليًا بـ”المكانة”، وقرب سينما الاتحاد، ودوار “الحراثي”، وساحة البلدية، وحديقة العمالة. هؤلاء الأطفال غالبًا ما يتعرضون للاستغلال والاغتصاب في بعض الحالات، كما يظهر من وضعية بعض النساء والفتيات المريضات عقليًا وهن في حالة حمل نتيجة العنف والاغتصاب. بالإضافة إلى ذلك، يلجأ بعض الأطفال إلى السرقة والنشل، بل وقد يرتكبون جرائم تصل إلى القتل.

لذلك، ندعو جميع المتدخلين والجهات المختصة والمؤسسات الحكومية إلى تعزيز تأطير الأسر وإحداث مؤسسات خاصة بالأطفال والفتيات المتخلى عنهم، على غرار دار الأيتام. كما يجب العمل على تأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا، إلى جانب الاهتمام بالأمهات العازبات لأنهن يُعَدَّن أحد العوامل الرئيسية المساهمة في تفشي ظاهرة أطفال الشوارع. إيجاد حلول فعّالة للحد من هذه الظاهرة السلبية يُعد أمرًا ضروريًا للحد من انتشار الانحراف وسط المجتمع وحمايته من الانهيار.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار