التسمم “الديبلوماسي”… حين تُوقظ المعدة النائمة إدارة الرقابة بالقنيطرة

في سابقة لا تخلو من الطرافة، لم يتحرك المسؤولون إلا بعد أن تعرّض دبلوماسي أجنبي لحالة تسمم غذائي بتاريخ 23 يوليوز 2025 بمدينة القنيطرة. نعم، يبدو أن صحة المواطنين لا تكفي وحدها لإثارة الانتباه، لكن عندما يصاب “ضيف أجنبي”، فالوضع يتحول إلى حالة طوارئ!
بمجرد تلقي بلاغ عبر البريد الإلكتروني عن الحادث، تم على الفور تشكيل لجنة إقليمية متعددة التخصصات، والتي تحركت بسرعة غير معهودة نحو مقهيين اثنين في القنيطرة والمهدية، حيث يُشتبه في تناول الأطعمة المسببة للتسمم.
اللجنة قامت بواجبها على أكمل وجه – فجأة – فباشرت تفتيش المطاعم، وراقبت ظروف إعداد الأطعمة، واطلعت على الحالة الصحية للعاملين، وأخذت عينات من الأطعمة والمياه لإجراء تحاليل بكتريولوجية في المعهد الوطني للصحة والمختبر الجهوي بالقنيطرة.
وبينما تم حجز وإتلاف بعض المواد الغذائية الفاسدة، خرجت اللجنة بتصريح مثير للإعجاب: “الوضع العام للنظافة جيد”! ولعل التسمم كان مجرد سوء تفاهم بين المعدة والدبلوماسية.
السؤال الجوهري هنا: هل نحن بحاجة لأن نصبح دبلوماسيين أجانب كي تتحرك لجان التحقيق وتستفيق السلطات من سباتها؟ أم أن صحة المواطن المحلي لا تزال ملفاً غير مستعجل في أدراج الانتظار؟
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار