أقلام حرة

الريع الجمعوي و الحملات الانتخابية

مصطفى

كما هو معلوم الجمعيات و المجتمع المدني ككل لبنة اساسية في المجتمع من أجل التنمية المستدامة و الدفاع عن الفئات الهشة ،لكن مع الاسف في السنوات الأخيرة تخلت أغلب هذه المؤسسات عن ادوارها الاساسية ليطفو على السطح ظاهرة ما يسمى ب”الريع الجمعوي” و ذلك  بالاستفادة من الدعم من الدولة دون نتائج ملموسة على ارض الواقع .

لكن المشكلة لا تتوقف هنا. فبجانب سوء توزيع التمويلات، هناك غياب للرقابة الدقيقة على كيفية صرف هذه الأموال، مما يفتح المجال أمام ممارسات غير شفافة قد تكون مشبوهة في بعض الأحيان. بعض الجمعيات تجد نفسها تحصل على دعم مستمر، بينما تلك التي تُظهر كفاءة في العمل وتنفيذ مشاريع تنموية حقيقية تواجه صعوبة في الوصول إلى التمويل، وهو ما يثير علامات استفهام حول معايير التوزيع و الاستفادة.


ما يزيد الوضع تعقيدًا هو أن “الريع الجمعوي” لا يقتصر فقط على سوء توزيع الموارد المالية، بل يمتد إلى التوظيف السياسي لهذا الريع، حيث تُستغل الجمعيات في أغلب الأحيان لخدمة أجندات انتخابية أو مصالح شخصية. هذا الأمر يعزز من الهوة الاجتماعية بين المناطق ويفاقم التفاوتات المجالية، حيث تجد بعض المناطق الغنية بتمويلات ضخمة بينما تبقى المناطق الفقيرة تفتقر إلى الدعم اللازم.

لهذا يجب التصدي لهذه الظاهر التي تضرب في العمق السياسة الاجتماعية لدولة وذلك بترسيخ اليات كالتتبع و المراقبة و المحاسبة للجمعيات التي تستفيد من الدعم و  سن قوانين جزرية لضرب على يد من سولت له نفسه تبدير المال العام و توظيفه في مصالح سياسية او شخصية.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار