أخبار وطنية

المغرب والاتحاد الأوروبي نحو شراكة شاملة جديدة تتمحور حول الهجرة والتنمية

بدأت المفوضية الأوروبية مفاوضات أولية مع المغرب بشأن إبرام اتفاق شراكة شاملة يضع ملف الهجرة والتنمية المشتركة في صلب أولوياته، على غرار الاتفاقيات التي سبق أن وقعها الاتحاد مع كل من تونس ومصر والأردن.

ويُعوّل الاتحاد الأوروبي على الخبرة المغربية الواسعة في ضبط تدفقات الهجرة، بالنظر إلى موقع المملكة الاستراتيجي كبوابة رئيسية للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء نحو أوروبا، ولعلاقاتها المتقدمة مع بروكسل
وقالت المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون البحر الأبيض المتوسط، دوبرافكا سويكا، خلال مشاركتها في إطلاق خطة “أوروبا العالمية”، إن الاتحاد الأوروبي بدأ بالفعل مشاورات أولية مع الرباط لتطوير شراكة جديدة، و”يضع ملف الهجرة في قلب هذا التوجه”، وفق ما نقلته وكالة “أوروبا بريس”.

من الأمن إلى التنمية: رؤية أوروبية جديدة
لا يُرتقب أن يقتصر الاتفاق المحتمل على البعد الأمني التقليدي المتعلق بضبط الحدود ومراقبة السواحل وإعادة المهاجرين غير النظاميين، بل سيشمل جوانب تنموية واقتصادية وحقوقية، من بينها:

دعم برامج الإدماج في المغرب

تعزيز الهجرة القانونية والتنقل المنظم

توفير فرص اقتصادية بديلة للهجرة غير الشرعية

دعم الاستراتيجية الوطنية المغربية للهجرة واللجوء

التعاون في التحول الطاقي والتعليم والرقمنة

ويعكس هذا التوجه الجديد رغبة أوروبية في بناء شراكات متوازنة مع دول الجنوب تقوم على المصالح المتبادلة، وليس فقط على منطق الحماية الأمنية.

المغرب: شراكة لا وصاية
ورغم أن المغرب أحبط خلال السنوات الأخيرة عشرات الآلاف من محاولات الهجرة غير النظامية، إلا أنه يشدد على رفضه أداء دور “شرطي الهجرة” لصالح أوروبا. وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد صرّح سنة 2021 بأن “المغرب ليس دركيا لأوروبا”، مشددًا على أن المملكة تتعامل بمنطق الشراكة وليس الإملاءات.

ويرى مراقبون أن المباحثات الحالية قد تُفضي إلى اتفاق من جيل جديد، يتجاوز منطق الردع الأمني نحو شراكة قائمة على المسؤولية المشتركة في معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، من خلال دعم التنمية والاستثمار في الدول الإفريقية المصدّرة للمهاجرين.

رهان الاتحاد الأوروبي على المغرب
وتُعد هذه المحادثات جزءاً من استراتيجية أوسع للاتحاد الأوروبي لاحتواء الهجرة في ظل التوترات الإقليمية والنزاعات في إفريقيا والشرق الأوسط، كما تندرج ضمن خطط رفع ميزانية دعم دول الجنوب في إطار مشروع “أوروبا العالمية”.

وفي ظل الحديث عن امتيازات اقتصادية وتسهيلات تنقل جديدة، يُتوقع أن تكون هذه الجولة من المحادثات بين الرباط وبروكسل مختلفة عن سابقاتها، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون المتكافئ في ملفات الهجرة والتنمية المستدامة.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار