المغرب يصنع مستقبله الطاقي: من أزمة النفط العالمية إلى الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية والريحية

المغرب يصنع مستقبله الطاقي: من أزمة النفط العالمية إلى الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية والريحية
أزمة طاقية عالمية… ونوافذ الفرصة للمغرب
تعيش أسواق النفط والغاز العالمية تقلبات غير مسبوقة منذ 2022، حيث أدت الحرب في أوكرانيا والتوترات الجيوسياسية إلى ارتفاع الأسعار بشكل متواصل، مع انعكاسات مباشرة على البلدان المستوردة للطاقة، ومن بينها المغرب. في المقابل، يمتلك المغرب مزيجًا طبيعيًا من الشمس والرياح والبنية التحتية الواعدة للهيدروجين الأخضر، ما يمنحه فرصة للتحول من متلقي صدمات إلى فاعل طاقي إقليمي.
1- سوق الطاقة العالمية وتأثيرها على المغرب
– تقلبات الأسعار: ارتفع خام برنت فوق 120 دولارًا للبرميل في ذروته، ما أثر على التضخم وكلفة المعيشة في المغرب [1].
– الميزان التجاري والعملة الصعبة: كل زيادة في فاتورة الاستيراد تضغط على الاحتياطي النقدي، خاصة مع اعتماد المغرب على الغاز والنفط المستورد [2].
– التنويع والتحوط: المغرب يسعى لتخفيف المخاطر عبر مشاريع الغاز الطبيعي المسال (FSRU) وربطها بمحطات دورة مركبة مرنة [3].
2- الطاقات المتجددة: قاعدة صلبة نحو الاستقلال الطاقي
– الأهداف الوطنية: المغرب يستهدف أن تصل حصة الطاقات النظيفة إلى 52% من القدرة الكهربائية بحلول 2030 [4].
– الإنجازات الحالية: مشاريع ضخمة مثل نور ورزازات للطاقة الشمسية المركزة، وميدلت للطاقة الشمسية/الريحية [5].
– التحديات التقنية: الحاجة لتسريع الربط بالشبكة الوطنية، وتوسيع التخزين لضمان الاستقرار خلال الذروة وتقلبات الإنتاج [6].
3- الهيدروجين الأخضر: استراتيجية تحويلية
– خارطة الطريق: مشاريع بقيمة أكثر من 300 مليار درهم تهدف لإنتاج الأمونيا والهيدروجين الأخضر للتصدير [7].
– الشراكات الدولية: اتفاقيات مع ألمانيا، أستراليا، ودول أوروبية لتأمين التمويل والتصدير [8].
– التحديات اللوجستية: توفير مياه التحلية والطاقة الرخيصة، بناء شبكات النقل والتخزين، وتأمين عقود شراء طويلة الأمد [9].
4- الغاز والتحول الطاقي: جسر بين التقليدي والمتجدد
– محطة FSRU في الناظور: تعزيز الأمن الطاقي للذروة الصناعية [10].
– الدمج مع الطاقات المتجددة: الغاز كخيار مرحلي لدعم الشبكة، وليس منافسًا، مع ضمان انتقال سلس للطاقة النظيفة [11].
5- سيناريوهات المستقبل (2026–2030)
– سيناريو التسريع: المغرب يصبح مصدرًا إقليميًا للطاقة النظيفة، ويصدر الأمونيا والهيدروجين لأوروبا [12].
– سيناريو متوسط الزخم: تقدم المشاريع مستمر لكن ببطء، مما يقلل من فرص التصنيع المحلي [13].
– سيناريو التباطؤ: عقبات التمويل والبنية التحتية تعيق التحول، ويستمر المغرب في مواجهة صدمات الأسعار [14].
6- توصيات للقرار والمستثمرين
1. تسريع مشاريع الغاز المرن لضمان استقرار الشبكة.
2. زيادة وتيرة الطاقات المتجددة مع دمج التخزين.
3. إبرام عقود تصدير طويلة الأجل للهيدروجين والأمونيا مع الشركاء الأوروبيين.
4. توطين صناعات المكونات (أبراج، شفرات، كابلات) لتعزيز القيمة المضافة.
5. إدارة المياه بشكل مستدام لضمان استدامة مشاريع الهيدروجين.
6. تطبيق معايير الشهادات الكربونية لمواءمة التصدير مع الاتحاد الأوروبي.
المغرب بين التحدي والفرصة
المغرب يقف عند مفترق طرق: إما البقاء كمتلقي لصدمات الطاقة العالمية أو أن يتحول إلى قوة إقليمية في الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة. المستقبل يتطلب قرارات جريئة اليوم، لضمان مكانة تنافسية في سوق الطاقة العالمية بحلول 2030.
المراجع
1. وكالة الطاقة الدولية، تقرير توقعات أسعار النفط 2024–2025.
2. بنك المغرب، تقرير السياسة النقدية 2024.
3. Reuters، مشروع محطة الغاز الطبيعي المسال FSRU، أبريل 2025.
4. الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، خارطة طريق 2030.
5. Enerdata وACWA، مشاريع نور ورزازات وميدلت، 2024–2025.
6. World Bank، دراسة تخزين الطاقة في المغرب، 2023.
7. Reuters، اختيار مستثمرين لمشاريع الهيدروجين الأخضر بقيمة 319 مليار درهم، مارس 2025.
8. Reuters، تحالف المغرب–ألمانيا للهيدروجين، يونيو 2024.
9. AP/FT، التحديات اللوجستية في مشاريع الهيدروجين، 2025.
10. Reuters، محطة FSRU في الناظور، 2025.
11. World Energy Outlook 2025، دمج الغاز والطاقة المتجددة.
12. IEA، سيناريو التسريع للهيدروجين 2030.
13. IRENA، سيناريو الزخم المتوسط، 2030.
14. Bloomberg، سيناريو التباطؤ والتحليل المالي، 2025.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار