جهات

المهدية تغرق في الأزبال إخلال من الشركة، جماعة مقيدة واستغلال سياسي حقير

تعيش مدينة المهدية منذ أيام على وقع أزمة حقيقية بسبب تراكم الأزبال في الشوارع والأحياء، ما تسبب في انتشار الروائح الكريهة وظهور مشاهد صادمة، أثارت استياءً واسعاً في صفوف الساكنة، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة وغياب تدخلات فعالة.

مصادر جريدة الدائرة أكدت أن السبب الأساسي يعود إلى إخلال الشركة المفوض لها بتدبير قطاع النظافة ببنود العقد الذي يربطها بالجماعة، إذ لم تستكمل التزاماتها رغم أن مدة العقد لم تنته بعد، وهو ما دفع الجماعة إلى اتخاذ مساطر قانونية وإدارية ضد الشركة، واللجوء إلى مراسلة مختلف الجهات المعنية، من بينها عمالة إقليم القنيطرة.

رئيس جماعة المهدية صرّح للجريدة قائلاً:

> “الوضع الحالي خارج عن إرادتنا، ونعمل وفق ما يسمح به القانون. لا يمكننا التعاقد مع شركة بديلة في الوقت الراهن إلا بعد استكمال الإجراءات القانونية والقضائية مع الشركة الحالية، وقد قمنا بعدة مراسلات طارئة  لتدارك هذا الوضع البيئي الخطير فنحن نعيش في المدينة أيضا والوضع لا يرضينا أيضا لاكن القانون فوقنا، والاشخاص الذين يعتقدون أن الأمور تحل بكلمة وكلشي ساهل فهو ينظر من الفوق فقط ، الجماعة دخلت في مساطر قانونية وفق المصرح لها به،وتنتظر الفرج أيضا لأن الوضع مألم.



لكن،وفق ما علمت به جريدة الدائرة وفي خضم هذا الفراغ الذي تركته الأزمة، برزت تحركات مشبوهة لبعض الأطراف السياسية، التي تحاول استغلال تذمر السكان وتحويل الغضب الشعبي إلى أداة ضغط سياسي واستقطاب انتخابي، خاصة في أحياء مثل تجزئة “أليانس”. هذه الممارسات، حسب متابعين للشأن المحلي، تضرب في عمق أخلاقيات العمل السياسي، وتستغل معاناة المواطنين بدل المساهمة في إيجاد حلول واقعية للأزمة.

وفي المقابل، تبقى موارد الجماعة محدودة للغاية. عدد شاحنات النظافة قليل، حيث تُخصص في الصباح لتنظيف الشاطئ بسبب الإقبال السياحي، وفي الليل تحاول معالجة الوضع داخل المدينة، لكن العدد غير كافٍ للتغطية الشاملة، ما يؤدي إلى تراكم النفايات لساعات طويلة.

وفي هذا السياق، دعت الجماعة، إلى انخراط فعلي للمجتمع المدني والسكان أنفسهم في مواجهة الأزمة، عبر المساهمة ولو بشكل بسيط كإخراج الأزبال في أوقات مناسبة مساءً، لتسهيل عملية الجمع ومنع تكدس الأزبال طوال اليوم، وتفادي خلق مناظر مزرية ومخاطر صحية على الأطفال وكبار السن.

أزمة النظافة التي تعيشها مدينة المهدية اليوم ليست مجرد خلل في أداء شركة أو تأخر في قرار إداري، بل هي اختبار حقيقي لمدى وعينا الجماعي، وقدرتنا على تجاوز الصعوبات بعيداً عن المزايدات والاستغلال السياسي الرخيص. فبين شركة أخلّت بالتزاماتها، وجماعة مقيدة بإجراءات قانونية، وفاعلين سياسيين يتربصون بالفرص، يبقى المواطن هو الحلقة الأضعف… والأهم.

لكن أمام هذا الوضع، لا مجال للبقاء في موقع المتفرج. على كل فرد، من الساكنة والمجتمع المدني، أن يدرك أن النظافة مسؤولية مشتركة، وأن إخراج النفايات في أوقات مناسبة، والمساهمة في الحفاظ على الحي، هو فعل مقاومة حقيقي في وجه الفوضى.

المهدية تستحق الأفضل… لا بجمل الشعارات، بل بتكاتف الجميع.

#المغرب #الدائرة_نيوز #جماعة_المهدية #مدينة_المهدية #أليانس_دارنا_المهدية

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار