بوريطة يدعو لتوحيد جهود إفريقيا الأطلسية لمواجهة التحديات واستثمار الفرص

دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى ضرورة توحيد جهود البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي من أجل تحقيق التنمية المشتركة ومواجهة التحديات المشتركة، مثل التغير المناخي والتهديدات الأمنية.
جاء ذلك خلال كلمته، التي ألقاها نيابة عنه فؤاد يزوغ، السفير المدير العام بوزارة الخارجية، بمناسبة افتتاح اجتماع رؤساء برلمانات الدول الإفريقية الأطلسية. وأكد بوريطة أن التصدي لهذه التحديات والاستفادة من الفرص التي يوفرها الفضاء الأطلسي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تنسيق الجهود والعمل المشترك بين جميع دول المنطقة.
أكد الوزير أن الربط البحري بين دول الواجهة الأطلسية الإفريقية لا يزال دون المستوى المطلوب، مما يعيق تدفق التجارة البينية وزيادة التعاون الاقتصادي. ولتجاوز هذا الوضع، دعا إلى تعزيز الخطوط البحرية بين الدول الأفريقية المطلة على الأطلسي، بما يسهم في تقليص تكاليف النقل وتحقيق تكامل اقتصادي أكثر فاعلية.
وأشار إلى أن الهدف هو تبني مقاربة تشاركية قائمة على التعاون والتكامل، بما يسمح لدول المنطقة بتطوير قدراتها الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة لصالح شعوبها.
أكد بوريطة أن اجتماع رؤساء البرلمانات يعكس الرغبة المشتركة في تكثيف جهود التعاون، حيث يشكل العمل البرلماني أداة أساسية لبلورة رؤية إفريقية أطلسية موحدة. وشدد على أهمية النهوض بالهوية الإفريقية الأطلسية والدفاع عن المصالح الاستراتيجية للمنطقة بصوت موحد، مما يسهم في تحويل التحديات إلى فرص لتحقيق الرخاء المشترك.
وأشار إلى أن “مسلسل الرباط” يسعى إلى تمكين إفريقيا من التحكم في مصيرها الاستراتيجي على مستوى الواجهة الأطلسية، وتعزيز ارتباطها بباقي القارة وأمريكا اللاتينية.
أشاد بوريطة بالدينامية التي أحدثتها المبادرة الملكية لتعزيز ولوج دول الساحل الإفريقي إلى المحيط الأطلسي، والتي أعلن عنها الملك محمد السادس في نوفمبر 2023. وأكد أن تنفيذ هذه المبادرة مسؤولية الأجهزة التنفيذية، إلا أن البرلمانات تلعب دورًا جوهريًا في اقتراح السياسات وتقييم تنفيذها.
الأطلسي كمجال استراتيجي للنمو
أبرز الوزير أهمية الفضاء الإفريقي الأطلسي، حيث يمثل:
46% من سكان القارة الإفريقية
55% من الناتج المحلي الإجمالي الإفريقي
57% من إجمالي التجارة القارية
وأشار إلى أن القارة الإفريقية أدركت خلال السنوات الأخيرة أهمية الاقتصاد الأزرق، باعتباره محركًا جديدًا للنمو. وتم إدراج هذا التوجه في أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي، حيث يُعتبر الاقتصاد الأزرق رافعة رئيسية لتحقيق النهضة الإفريقية.
ورغم الإمكانيات الهائلة التي يوفرها الفضاء الأطلسي، تواجه دوله تحديات كبيرة، أبرزها:
التغير المناخي وتأثيراته على الموارد البحرية والساحلية
التهديدات الأمنية، بما في ذلك الإرهاب والقرصنة البحرية
نقص البنيات التحتية وضعف الاستثمارات
وشدد بوريطة على ضرورة مواجهة هذه التحديات من خلال التعاون الإقليمي، والاستفادة من الموارد البحرية لتعزيز النمو الاقتصادي وضمان استدامة التنمية.
اختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن تحويل الفضاء الأطلسي الإفريقي إلى قطب استراتيجي واقتصادي يتطلب تعاونًا مستدامًا. وقال: “أن نكون معًا هو البداية، وأن نظل معًا هو التقدم، وأن نعمل معًا هو النجاح”، في إشارة إلى أهمية تكامل الجهود لتحقيق التنمية والازدهار المشترك لدول المنطقة.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار