تأثير الألعاب الإلكترونية على المراهقين ..تفاصيل

مع كل عطلة صيفية، تتكرر الحكاية فينتهي عام دراسي، وتبدأ العطلة، ليجد الأطفال والمراهقون أنفسهم وسط فراغ واسع، غالباً بلا توجيه، بلا خطة، وبلا وعي كافٍ لما يمكن أن تجره هذه الراحة المطلقة، أو «الاستجمام القاتل»، الذي يحذر منه المختصون نتيجة لتأثيراته الكارثية على الأطفال والمراهقين على المستوى النفسي والجسدي والسلوكي
وفي هذا السياق حذر مختصون في حديثهم لـ «الشرق» من ترك الأبناء فريسة للفراغ، ومن تحوّل الترفيه إلى خطر صامت من خلال استهلاك ساعات فراغهم في لعب الألعاب الإلكترونية، أو بركوب الدراجات النارية سيودي بهم إلى التهكلة، وإلى جملة مخاطر على الصحة البدنية والنفسية.
ولأهمية الأمر ومع اقتراب العطلة الصيفية سعت «الشرق» إلى طرح هذه القضية على عدد من المختصين من أطباء وباحثين اجتماعيين ونفسيين للحديث معهم عن تبعات «الاستجمام القاتل» أو استهلاك الفراغ بالراحة المطلقة بالتوجه إلى اللعب الذي قد يولد طفلا أو مراهقا عدوانيا أو منحرفا سلوكياً.
شدد الدكتور رشاد لاشين- طبيب أطفال ومراهقين – على أن الترويح الحقيقي يجب أن يكون جزءًا من خطة واعية، وليس مجرد استسلام للخمول أو الهروب من المسؤولية. واعتبر د. لاشين أن الإنسان إذا فقد القيمة والهدف من وقته، تحوّل إلى كائن بلا فاعلية، وقتل وقته بنفسه، أحيانًا عبر ألعاب إلكترونية خطرة، وأحيانًا بتصرفات لا تعكس وعيًا أو توازنًا. وشجع على التأمل، التفكير، واكتساب مهارات حياتية جديدة، مثل تعلم برامج الكمبيوتر أو البرمجة، والتواصل الاجتماعي الفعّال، أو حتى تطوير الذات من خلال حلقات دينية أو أنشطة ثقافية ورياضية. وأشار د. لاشين إلى ضرورة أن يكون الترويح مبنيًا على عناصر روحية ونفسية واجتماعية متكاملة، وأن يتم عبر أندية أو مؤسسات تستهدف بناء الشخصية، موضحًا أن الكسل لا يخدم لا الوطن ولا الدين. وحذر من الأضرار الجسدية الناتجة عن النوم لساعات طويلة، والتي قد تؤثر على القلب أو الكلى، خاصة لدى المراهقين، كما نبّه إلى أن الجلوس المفرط على الألعاب الإلكترونية أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة المراهقين، إذ يسبب تشوهات في العمود الفقري ومشكلات نفسية مثل الإحساس بالوحدة، إضافة إلى تدني التركيز والتحصيل الدراسي. ورأى د. لاشين أن ترك الأبناء لأجهزتهم لساعات طويلة يسلبهم القدرة على التفاعل الطبيعي مع المجتمع، ويجعلهم أسرى لمشاعر سلبية وعزلة قاتلة.
وأكد أن المراهق الذي يعيش “سبهللة”، بلا نظام أو هدف، هو خطر على نفسه وعلى المجتمع، وشدد على أن من لا يخطط للنجاح، يخطط حتماً للفشل.
ولهذا، فإن على الأسر أن تضع برامج ترويحية منظمة، تمنح الأبناء حرية اختيار ما يحبونه، بعيدًا عن الانحراف، مع تعزيز الصحبة الصالحة والنوم المنتظم، مشيرًا إلى دراسات ربطت بين اضطراب النوم وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار