جراحة السن في العين: كيف أعاد الأطباء البصر لرجل بعد 20 عاماً من الظلام؟

أعاد العلم للتو لرجل حياته – بسنه الخاص.
بعد أن ظل أعمى لأكثر من 20 عاماً، أصبح برنت تشابمان من أوائل المرضى في كندا الذين خضعوا لإجراء استثنائي يسمى جراحة “السن في العين”. قام الأطباء بإزالة أحد أسنانه، وأدخلوا عدسة بصرية صغيرة داخلها، وفي النهاية زرعوا هذه العدسة السنية في تجويف عينه. ولأن الأسنان هي المادة الأكثر صلابة وتوافقاً مع الجسم فقد حمت العدسة بشكل مثالي وحالت دون رفضها.

بالنسبة لبرنت، الذي فقد بصره وهو في الثالثة عشر من عمره وخضع لـ 50 عملية جراحية فاشلة، كان هذا الأمر معجزة. بعد ثلاثة أشهر من التحضير والزرع النهائي، فتح عينيه ورأى العالم مرة أخرى – واصفاً الأمر كما لو أن حياته عادت إليه بعد عقدين من الظلام.
كيف تتم العملية؟

اقتطاع السنّ:
يتم أخذ أحد أسنان المريض (عادةً ناب أو ضرس صغير) مع جزء من عظم الفك واللثة المحيطة.

زرع عدسة في السنّ:
يتم حفر تجويف داخل السنّ بدقة وزرع عدسة صغيرة شفافة (Optical Cylinder) داخله، فيتحول السنّ إلى حامل عدسة طبيعي.

زرع مؤقت تحت الجلد:
يُزرع هذا “السنّ-العدسة” تحت جلد الخد أو الصدر لعدة أشهر حتى يتغذى بالدم ويصبح جزءاً حياً من الجسم.

زراعة في العين:
يتم تحضير العين المصابة بإزالة القرنية التالفة والأنسجة غير القابلة للإصلاح، ثم يُزرع السنّ-العدسة في العين بحيث تكون العدسة موجهة إلى الخارج.

التأهيل البصري:
بعد التئام العين، يبدأ المريض تدريجياً باستعادة الرؤية لأن الضوء يدخل من خلال العدسة المزروعة مباشرة إلى داخل العين.

لماذا السنّ بالذات؟

مادة طبيعية من جسم المريض: السنّ والعظم المحيط بهما هما من الأنسجة الصلبة المقاومة للتلف، والأهم أنهما لا يرفضهما جهاز المناعة لأنه من نفس الجسم.

حماية العدسة: العظم والسن يكوّنان حاجزاً طبيعياً حول العدسة يحميها من الالتهابات أو التآكل