حريق مهول يلتهم غابة “هيايضة” بين العرائش والقصر الكبير وسط أجواء مناخية صعبة

شهدت غابة “هيايضة”، الواقعة على المحور الطرقي الرابط بين مدينتي القصر الكبير والعرائش، زوال اليوم الجمعة، حريقاً ضخماً اندلع في ظروف جوية قاسية، حيث أتى على مساحات واسعة من الغطاء الغابوي، وسط حالة استنفار كبيرة للسلطات المحلية.

وحسب مصادر محلية، فقد اندلعت النيران بشكل مفاجئ بعد ظهر اليوم، وسرعان ما انتشرت بشكل واسع نتيجة موجة الحر الشديدة وهبوب رياح “الشرقي” القوية، ما ساهم في تأجيج ألسنة اللهب وتسريع تمددها في اتجاهات متعددة داخل الغابة.

وأمام خطورة الوضع، انتقلت إلى عين المكان فرق الوقاية المدنية، والسلطات المحلية، وأعوان المياه والغابات، في محاولة للسيطرة على الحريق وتطويقه قبل وصوله إلى التجمعات السكنية القريبة. وقد وُضعت مختلف الأجهزة في حالة تعبئة شاملة، حيث تم تسخير شاحنات الإطفاء وطائرات مكافحة الحرائق، إلى جانب فرق الدعم الأرضي، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها بفعل الرياح الجافة والحرارة المرتفعة.

وتحدث شهود عيان عن ألسنة لهب ضخمة وسحب دخانية كثيفة غطت سماء المنطقة، مما أثار حالة من الهلع وسط السكان المحليين، خاصة في ظل المخاوف من تكرار سيناريوهات حرائق مدمرة شهدها الإقليم خلال فصول الصيف السابقة.

وفي الوقت الذي لم تسجل فيه خسائر في الأرواح إلى حدود الساعة، تبقى الخسائر البيئية فادحة نتيجة التهام النيران لمساحات مهمة من الأشجار والنباتات، في انتظار الحصيلة الرسمية التي ستُعلن عنها الجهات المختصة.

من جهة أخرى، تم فتح تحقيق رسمي من طرف السلطات المعنية لتحديد الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع هذا الحريق، حيث لا تزال الملابسات غامضة، في ظل غياب معطيات دقيقة حول ما إذا كان الحادث عرضياً أو ناتجاً عن فعل بشري.

ويبقى الوضع تحت المراقبة الدقيقة، وسط دعوات من نشطاء بيئيين وسكان محليين إلى تعزيز وسائل المراقبة الوقائية، وتكثيف الجهود للتصدي لمثل هذه الكوارث المتكررة التي تهدد الغطاء الغابوي بالمغرب.