صحة

مختصون من تداول المضاد الحيوي خطر غير محسوب العواقب

حذر مختصون من تداول أدوية المضادات الحيوية في ظل زيادة نسبة الإصابات بالعدوى البكتيرية والفيروسية المتزامنة مع فصل الشتاء، مؤكدين خطورة هذا التصرف غير محسوب العواقب من بعض الأهالي لاسيما مع الأطفال.


وأوضح عدد من المختصين في تصريحات لـ»الشرق»، أنَّ مع زيادة عدد الإصابات بنزلات البرد والانفلونزا الموسمية تتجه بعض الأسر إلى علاج أحد الأبناء واستخدام ذات الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص للأبناء الآخرين، الذين قد يعانون من ذات الأعراض إلا أنَّ الأسباب مختلفة، لاسيما في حالات العدوى الفيروسية التي لا يستدعي علاجها للمضادات الحيوية والعدوى البكتيرية التي تتطلب مضادا حيويا، فبالتالي تكون الأسرة قد أضرت بصحة الطفلين عن غير قصد، لذا على على أولياء الأمور أن لا يقدموا على هذه السلوك غير محمود العواقب، سيما وأنَّ عدم الاكتراث يؤدي إلى عواقب صحية قد تزيد مدة التعافي».


وعرج المختصون خلال حديثهم على أنَّ هذه الفترة من العام تشهد طلبا على الأدوية الخاصة بنزلات البرد، وخافضات الحرارة فضلا عن المضادات الحيوية، مشيرين إلى أنَّ لا شح في هذه الأدوية مع توفر البدائل الخليجية والعربية، داعين إلى الاستعانة بالبدائل الطبيعية للحالات البسيطة.
   – د. محمد سامي: مقاومة البكتيريا للعلاج
قال الدكتور محمد سامي- صيدلاني-، « إنَّ جميع الأدوية اللازمة لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية متوفرة في الصيدليات، ولم يتم تسجيل أي عجز في توفيرها، وفي الوقت نفسه، حذر من خطورة تهاون بعض الأسر في إعطاء أبنائهم الدواء نفسه لمجرد ظهور أعراض مشابهة للعدوى الفيروسية والعدوى البكتيرية، مشددًا على أهمية عرض المصابين على الطبيب المختص لتحديد خطة علاجية دقيقة تناسب كل حالة.» وأشار الدكتور محمد سامي إلى أن الاستخدام غير المبرر للمضادات الحيوية، خصوصا في الحالات التي لا تستدعي ذلك، قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، أبرزها مقاومة البكتيريا للعلاج، مما يهدد فعالية هذه الأدوية في المستقبل، ودعا إلى أهمية التزام الأسر بالإرشادات الطبية، مؤكدًا كذلك على ضرورة الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية كوسيلة فعالة للوقاية من العدوى الموسمية وتعزيز المناعة.


    – د.أحمد سعيد: أم كادت أن تودي بحياة ابنها
حذر الدكتور أحمد سعيد-طبيب طوارئ-، من تداول الأدوية لاسيما المضادات الحيوية منها، مستشهداً بحادثة قامت بها إحدى الأمهات التي قدمت إلى قسم الطوارئ لعلاج ابنها البالغ من العمر 19 عاماً، حيث اتضح إصابته بعدوى بكتيرية مما يتطلب وصفه مضادا حيويا إلى جانب العلاجات الأخرى، هذا وقد أصيب ابنها البالغ من العمر 13 عاما لتقرر من تلقاء نفسها إخضاعه لنفس العلاج والسبب أنه يعاني من الأعراض ذاتها التي أصابت شقيقه الأكبر، حيث عندما قدمت مجددا لقسم الطوارئ بالمستشفى التي يعمل بها الطبيب، طالبة منه تكرار الدواء، ليتضح أنَّ المضاد الحيوي المصروف للابن الأكبر يمنع استخدامه لمن هم أقل من 18 عاما، كما أنَّه الابن الأصغر مصاب بعدوى فيروسية وليست بكتيرية، أي أنَّ الأمر لا يتطلب صرف مضاد حيوي لحالته، فبهذه الحالة تكون الأم قد ارتكبت خطأً فادحا كان بالإمكان أن يلحق بابنها ضررا والسبب التهاون في علاجه دون استشارة الطبيب.وأضاف الدكتور أحمد سعيد قائلا « إنَّ الخطورة أيضا في أنَّ بعض الأدوية قد يكون ضررها أكثر من نفعها خاصة عندما نكتشف أن البعض لديه حساسية من دواء بعينه، أو أن المضاد الحيوي هذا يتعارض مع إصابة المريض بأمراض مزمنة، لذا على أولياء الأمور عدم التهاون في هذا الأمر».


ودعا الدكتور أحمد سعيد في ختام حديثه إلى أخذ الاحتياطات اللازمة، واتباع إرشادات السلامة، لاسيما من القادمين من السفر فعليهم تجنب كبار السن أو مرضى الأمراض المزمنة.
    – د. كيرلس نوار: تصرف يلحق الضرر بالمرضى
شدد الدكتور كيرلس نوار-صيدلاني-، على الأسر في عدم الاستهانة بحالات أبنائهم المرضية خلال فصل الشتاء، مؤكدا أن علاج أحد الأبناء ليس بديلا عن علاج المرضى في المنزل، سيما وأنَّ الأعراض غالبا تكون متشابهة إلا أنَّ الأسباب المؤدية للإصابة قد تختلف، أي أنَّ من كانت أعراضه ناتجة عن عدوى بكتيرية تتطلب حالته مضادا حيويا، أما من عدواه نتيجة لعدوى فيروسية فهي لا تحتاج سوى لعلاج للأعراض، فكيف للأسر أن تتأكد إلا من خلال استشارة الطبيب، فإن أخضعت الأم –على سبيل المثال لا الحصر- الطفلين لذات العلاج مع اختلاف أسباب العدوى فهي تكون قد أضرت بحالة طفليها، فالمصاب بالعدوى البكتيرية يكون قد حصل على نصف كمية العلاج وبالتالي ستزول الأعراض إلا أنها تعود أكثر شراسة وفي هذه الحالة تكون حالة الطفل قد باتت أكثر تعقيداً، لذا من المهم إخضاع المرضى للعلاج وإن كانت الأعراض واحدة.


ونصح الدكتور كيرلس نوار الأسر أيضا اللجوء إلى البدائل الطبيعية كالعسل لمن هم أكبر من سنة، والعصائر الطبيعية الغنية بفيتامين «C»، والزنك لزيادة المناعة، سيما وأنَّ هذه الفترة تشهد طلبا متزايدا على أدوية نزلات البرد، وخافضات الحرارة وبخاخات الأنف والاستحلاب للحلق وبخاخات الحلق أيضا، وجميعها تم توفيرها قبل بداية موسم الشتاء تحسبا لأي عجز.
    – د. المعتز بالله السيد: إقبال ملحوظ على أدوية نزلات البرد
أكد الدكتور المعتز بالله السيد –صيدلاني-، بأن الفترة الحالية تشهد زيادة ملحوظة في الطلب على أدوية نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية، مشيرًا إلى أن الصيدليات تعمل على توفير جميع الأدوية اللازمة دون انقطاع، مع الحرص على توفير البدائل المناسبة لضمان تلبية احتياجات المرضى بكفاءة.


وحذر الدكتور المعتز بالله السيد من الاستخدام غير المبرر للمضادات الحيوية دون استشارة طبية يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة،كما أنها تعد من العلاجات التي تصرف للاستخدام الشخصي، حيث يؤدي الاستخدام الخاطئ إلى مقاومة البكتيريا لهذه الأدوية، مما يقلل من فعاليتها في علاج العدوى مستقبلاً، داعياً إلى اتباع الإرشادات الطبية والاعتماد على التوجيهات الصحيحة عند استخدام الأدوية للحفاظ على الصحة والسلامة العامة، مستشهدا بمثال لطفلين يعانيان من الأعراض ذاتها إلا أنَّ الأسباب مختلفة، فعند استخدام الأم أو ولي الأمر قرار إعطاء الطفلين من العبوة ذاتها فالأم أو ولي الأمر قد أضر بالطفلين، فالطفل المصاب بعدوى بكتيرية بهذه الحالة ألحق الضرر به، فالميكروب كمن أُعطي الفرصة حتى يكون أكثر شراسة، وبالتالي خلقت مشكلة أكثر تعقيداً، لذا يجب عدم التهاون باستخدام المضادات الحيوية، وعلى ولي الأمر أو الأم عدم التهاون بصحة الأبناء وإخضاع الطفل لمضاد حيوي وحالته لا تستدعي ذلك

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار