الجزائر.. انسحاب أميركي وظهور “فاغنر” يزيدان التوترات الأمنية

عادت المخاوف من تصاعد خطر الجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة الساحل والصحراء الكبرى إلى الواجهة، خاصة بعد إعلان الجيش الجزائري عن تحرير سائح إسباني اختطفته جماعة مسلحة. يأتي ذلك وسط انسحاب القوات الأميركية من قاعدة رئيسية للطائرات المسيّرة في النيجر، وظهور مرتزقة مجموعة “فاغنر” الروسية التي توسّع نفوذها في الساحل الأفريقي عبر تقديم الدعم لحكومات المنطقة.
تحرير سائح إسباني
أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، يوم الثلاثاء، نجاح القوات الأمنية في تحرير السائح الإسباني نفارو كندا جواكيم، الذي اختطف في 14 يناير الجاري أثناء رحلة سياحية بمنطقة قريبة من الحدود الجزائرية المالية. وأفادت الوزارة أن المجموعة المسلحة التي اختطفت السائح كانت تتألف من خمسة أفراد. نُقل السائح المحرر إلى شمال الجزائر عبر طائرة عسكرية، ثم سُلِّم إلى السلطات الإسبانية.
تفاقم التوترات الأمنية
تأتي هذه الحادثة بعد أشهر من مقتل سائحة سويسرية في مدينة جانت الجزائرية، في أكتوبر 2024، حيث تعرضت لهجوم وحشي بسكين أمام أطفالها.
تشهد منطقة الساحل اضطرابات أمنية متزايدة منذ سلسلة الانقلابات العسكرية التي شهدتها دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو. وقد أدى انسحاب القوات الفرنسية والأميركية إلى ترك فراغ أمني استغلته الجماعات الإرهابية. في المقابل، برزت مجموعة “فاغنر” الروسية كقوة داعمة للحكومات العسكرية في هذه الدول، مما زاد من تعقيد المشهد الأمني.
خلفية جغرافية وسياسية
تمتد منطقة الساحل الأفريقي عبر حزام واسع يفصل الصحراء عن المناطق الخصبة جنوبًا، وتشمل أجزاءً من دول مثل الجزائر، مالي، النيجر، بوركينا فاسو، وتشاد.
وساهمت “فاغنر” في قيادة المعارك بين الجيش المالي وجماعات الطوارق المتمردة، ما أدى إلى تصعيد عسكري كبير، خصوصًا في منطقة “تين زواتين” الحدودية بين الجزائر ومالي. وشهدت المواجهات خسائر كبيرة لكلا الطرفين، مما يعكس حجم التوتر الذي تعيشه المنطقة.
مع استمرار انسحاب القوات الدولية وغياب الاستقرار السياسي، يبدو أن الساحل الأفريقي يواجه تحديات أمنية غير مسبوقة، ما يُنذر بمزيد من التصعيد والتوتر.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار