أخبار وطنية

16 ماي : من فاجعة في 2003 إلى الريادة في 2025

تعود اليوم الذكرى 22 لأحداث 16 ماي بالدار البيضاء، حيث أمضى المغاربة ليلة أليمة على إثر سلسلة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مقهى casa de espana،فندق فرح، المقبرة اليهودية، المركز الاجتماعي اليهودي، مطعما إيطاليا و قنصلية بلجيكا بالدار البيضاء، حيث بلغ عدد ضحايا الهجمات 33 شخصا من بينهم اثنان من رجال الشرطة المغاربة و 8 أجانب، في حين قتل 12 من منفذي الهجوم و اعتقل اثنان قبل تنفيد عملهما الإجرامي، فيما خلفت هذه العمليات مايزيد عن 100 جريح.

العملية نسبت إلى السلفية الجهادية و نفدت بأيدي شباب مغاربة ينتمون لأحياء صفيحية بمدينة الدار البيضاء، فيما لم تتبنى أية جهة مسؤوليتها عن العمل الإرهابي.

على خلفية هذه الأحداث اعتقلت السلطات الأمنية المغربية مايزيد عن 2000 منتسب للحركة السلفية داخل المغرب و عدد من المشتبه في تورطهم في هذه الأحداث خارج المغرب.

هذه الواقعة الأليمة رفعت الستار عن واقع أليم يعيشه قاطني دور الصفيح و يجعلهم عرضة للاستدراج و الاستغلال من قبل جماعات متطرفة، مما دفع إلى التسريع من إنجاز عدد من المشاريع التنموية و التربوية و مباشرة إصلاحات كبرى في عدد من المجالات الاجتماعية، التربوية و الاقتصادية.

كان على رأس القطاعات التي شملها الإصلاح، الجهاز الأمني و الحقل الديني، حيث تمت إعادت هيكلة المؤسسات الأمنية و إنشاء فروع لها و تنصيص قوانين استباقية لمواجهة التحديات الأمنية. أما الشأن الديني فقد تمت مراجعة هياكله و إنشاء مؤسسات رسمية للفتوى و التفسير الشرعي للنصوص الدينية و كذا مراكز تكوين لإنتاج جيل من الوعاظ و الدعاة بفكر مستقيم و معتدل.

لم تخلوا الساحة الوطنية و الدولية بعد من خطر الإرهاب، لذلك ظل المغرب حريصا على أمنه و متيقظا لكل المحاولات و المؤامرات التي تحاك من الخارج و الداخل، بل و استطاع على مر عقدين بعد الواقعة أن يتربع على الريادة في مجال الأمن و مكافحة الإرهاب. ولعل إسم المغرب الذي تردد كثيرا في الساحة الدولية لما توفره أجهزة الأمن المغربية من معلومات دقيقة عن تحركات العناصر الإرهابية خارج المغرب و العمليات الأمنية الاستباقية أمام التهديدات الإرهابية داخل البلاد، أصبحت علامة نوعية لما وصلت إليه بلادنا من نضج في مجال مكافحة الجريمة المنظمة.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار