جهات

إنارة في النهار وظلام عند الحاجة تبذير للطاقة وغياب للحكامة في شوارع القنيطرة

بالرغم من الدعوات المتكررة لترشيد استهلاك الطاقة، لا تزال عدة أحياء بمدينة القنيطرة تشهد مشهداً يثير الاستغراب: مصابيح الإنارة العمومية تشتعل في النهار،في مفارقة صارخة مع دعوات الدولة المتكررة إلى ترشيد استهلاك الطاقة. والغريب شوارع وأزقة أخرى في ظلام دامس مع حلول الليل. مشهد يثير التساؤلات حول جدية الجهات المعنية في معالجة هذا التبذير الصارخ،بينما تنفق الجماعات الترابية ميزانيات ضخمة على استهلاك الكهرباء، تغيب الرقابة، ويستمر الهدر الطاقي بلا حسيب ولا رقيب.

فعلى سبيل المثال، شارع المسيرة الخضراء بحي الساكنية لا يعرف للظلام طريقاً، إذ تظل مصابيحه مشتعلة ليلاً ونهاراً، وكأنما النور قد كُتب له البقاء، حتى لو كان يسلّط الضوء على أوساخ وأزبال متناثرة. فهل أصبح الهدر قاعدة، والتنظيم استثناء؟

في المقابل، تعيش أحياء أخرى داخل المدينة وضواحيها على وقع الظلام، مما يزرع الخوف في نفوس السكان ويجعلهم لا يأمنون على أنفسهم ولا على ممتلكاتهم. هذا التناقض الفاضح، بين أحياء تنعم بالإنارة 24/24 وأخرى تفتقدها حتى في أحلك الأوقات،

والأدهى أن عموداً واحداً للإنارة يمكن أن يستهلك طاقة تكفي لتشغيل بيتين بكامل تجهيزاتهما، فما بالك إذا بقي مشتعلًا على مدار الساعة؟ النتيجة: ضغط متزايد على الشبكة، انقطاعات متكررة في التيار، وخسائر مالية وبيئية لا تحصى.

إنها دعوة صريحة للسلطات والمجالس المنتخبة كي تتحمل مسؤولياتها وتُعجّل بإصلاح هذا الخلل المزمن. فالهدر في وضح النهار والظلام في عز الليل ليس فقط سوء تدبير، بل عبث بمقدرات الوطن.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار