أقلام حرة

بريد الموقع : رسالة مواطن من جماعة مهدية

مهدية: أحياء بكاملها تغرق في الظلام والقمامة… والمجلس في سبات

في الوقت الذي تزداد فيه المدن وعيا وحرصا على البيئة وجودة الحياة، تعيش مهدية مشاهد مؤلمة تزداد قتامة يومًا بعد يوم. ظلام دامس يعم أحياء كاملة، ونفايات تتراكم عند كل زاوية وشارع، فيما يبدو أن المجلس الجماعي غائب عن المشهد أو متقاعس عن أبسط مهامه.

الإنارة العمومية، التي تُعد حقًا أساسيا ومظهرًا من مظاهر الأمن الحضري، أصبحت في مهدية عملة نادرة. شوارع رئيسية وأزقة فرعية تعيش تحت جنح الظلام، مما يعرض السكان لمخاطر حقيقية، من حوادث السير إلى تفشي الجريمة. هل يُعقل أن يظل مجلس منتخب عاجزًا عن تشغيل مصابيح الإنارة؟ أم أن الأمر لا يعنيه؟

أما ملف النظافة، فقد تحول إلى وصمة عار في جبين التدبير المحلي. أكوام من النفايات تتكدس، تتعفن، وتبث الروائح الكريهة في أجواء الأحياء. جمع الأزبال لم يعد يخضع لأي برنامج واضح أو منتظم. شاحنات النظافة تختفي أيامًا طويلة، وكأنها في إجازة جماعية، بينما الشارع العام يئن تحت وطأة القاذورات. المواطن يخرج صباحًا ليجد ما يشبه مكبات نفايات عشوائية أمام منزله. أين الصفقات؟ أين الشركات المفوض لها؟ أين التتبع والمراقبة؟

لكن من المعيب أيضًا أن يُترك المواطن وحده في معركة الحفاظ على نظافة الحي، في غياب أي توعية أو توفير لظروف الإفراغ السليم. بعض الساكنة، رغم تقاعس المجلس، ما زالوا يحاولون الحفاظ على الحد الأدنى من الكرامة الجماعية، في حين يتعامل المجلس مع الوضع وكأنه أمر واقع لا رجعة فيه.

هذا العجز المزدوج في الإنارة والنظافة ليس تفصيلاً تقنيًا، بل هو فشل في تدبير شؤون الناس، واستهتار بحياتهم اليومية. المجالس المنتخبة وُجدت لتخدم المواطن لا لتتفرج عليه وهو يغرق في القمامة ويسير في العتمة.

الساكنة لا تطلب المستحيل، بل تطلب ما هو بديهي: إنارة تحمي أبناءها من الخوف، وشوارع نظيفة تحفظ كرامتهم. فمن يرد الاعتبار لمهدية؟ ومن يوقف هذا الانهيار الصامت؟


 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار