أخبار وطنية

في إطار مبادرة “الحزام والطريق”: تعاون أكاديمي نموذجي بين الصين والمغرب يعزز التكوين المهني الدولي

أكادير – يوليوز 2025
شهدت العلاقات الصينية المغربية تطورًا ملحوظًا في مجال التعليم والتكوين المهني، وذلك من خلال مشروع رائد يجمع بين كلية معلمي اللغات والفنون الأجنبية في قوانغدونغ (GTCFLA) وجامعة ابن زهر بالمغرب. المشروع، الذي يُعد مثالًا يُحتذى به في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، يستهدف إعداد أطر متخصصة في الاقتصاد والتجارة الدولية عبر برنامج تعليمي مشترك “2+1” يجمع بين إتقان اللغة والتدريب المهني التطبيقي.

في أبريل 2024، تم التوقيع على اتفاقية التعاون بين المؤسستين، ما أسفر عن انطلاق أول دفعة مكونة من 28 طالبًا في سبتمبر 2024، تلتها مراسم افتتاح رسمية عبر الإنترنت في نوفمبر من نفس العام. وشكل الحدث إيذانًا بانطلاق هذا المشروع العابر للحدود، الذي يمثل نقطة تحول في التعاون التعليمي بين البلدين.

التميز الصيني في الفصول الدراسية المغربية

في ربيع 2025، التحق البروفيسور تشانغ جياتشن، أحد أبرز الأساتذة في مجال التجارة الدولية، بالمدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة ابن زهر، حيث قدّم دورة متخصصة حول “توثيق عمليات التجارة الخارجية”. وقد لقي أسلوبه المبتكر إشادة واسعة من الطلبة والمسؤولين، إذ جمع بين الجانب النظري والتطبيقي، ودمج البعد الثقافي في المضمون الأكاديمي، ما ساهم في إثارة اهتمام الطلبة بالثقافة الصينية وبمبادئ التجارة العالمية.

تدريب وطني يعزز الكفاءات المغربية

وفي خطوة هادفة نحو توسيع تأثير المشروع، نظّمت GTCFLA، بتنسيق مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT)، دورة تدريبية في مايو 2025 حول معايير المناهج الصينية في التكوين المهني. الدورة استهدفت 16 أستاذًا من مختلف مؤسسات التكوين المهني المغربية، وقدّمها فريق من الخبراء الصينيين بقيادة تشانغ ورفاقه، باللغتين الصينية والإنجليزية، وبمضامين تراعي خصوصيات سوق الشغل المغربي، خاصة في مجالات التجارة والتواصل بين الثقافات.

نموذج للتدويل ورافعة لتنمية الكفاءات

يمثل مشروع التعاون بين GTCFLA وجامعة ابن زهر نموذجًا جديدًا لتدويل التكوين المهني، يعتمد على منهج “اللغة + المهارة”، ويؤسس لجسر مستدام بين النظامين التعليميين المغربي والصيني. ويُنتظر أن يشهد هذا التعاون مزيدًا من التوسع مستقبلًا، عبر إطلاق تخصصات إضافية، وتطوير مناهج محلية مشتركة، وتعزيز التكوين في اللغة الصينية كأداة مهنية.

هذا النموذج الطموح لا يخدم فقط مصالح المؤسستين، بل يضع المغرب في موقع ريادي في استقبال مشاريع التكوين الدولي، ويُكرس دوره كمحور إقليمي للتعاون الأكاديمي في إفريقيا.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار