تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم طاطا دعمها المتواصل للقطاع التعاوني، باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وخلق فرص الشغل بالمنطقة.
وفي هذا الإطار، استفادت تعاونية “تدربت” للخياطة والطرز، التابعة للجماعة الترابية تكزميرت، من تمويل مهم مكنها من تطوير قدراتها الإنتاجية وتوسيع أنشطتها، بما يعزز حضورها في السوق
المحلي ويتيح للنساء والفتيات فرصًا حقيقية للتعلم والعمل.
وأكدت أسماء طيار، إطار بقطاع العمل الاجتماعي بعمالة طاطا، أن هذا الدعم يندرج ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية المخصص لتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، مع تركيز خاص
على دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وأضافت أن قيمة المشروع الإجمالية بلغت حوالي 50 ألف درهم، ساهمت المبادرة منها بمبلغ 40 ألف درهم مخصص لاقتناء التجهيزات الضرورية
لتطوير إنتاج التعاونية.
ومن جهتها، عبرت فتيحة أوسي، رئيسة التعاونية، عن امتنانها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيرة إلى الأثر الإيجابي الكبير لهذا الدعم في تعزيز قدرات التعاونية وتمكين أعضائها اقتصاديًا
واجتماعيًا.
وأوضحت أن المعدات الجديدة، بما فيها آلات الخياطة الحديثة وأدوات الفصالة والتصميم، ساعدت في تحسين جودة المنتجات وزيادة طاقتها الإنتاجية، إضافة إلى جذب المزيد من النساء الراغبات
في تطوير مهاراتهن المهنية.
وقد أحدث هذا المشروع دينامية جديدة داخل التعاونية، سواء على مستوى التدريب أو التسويق، ليصبح نموذجًا يحتذى به في ريادة الأعمال التضامنية ودعم الاقتصاد الاجتماعي بالإقليم.
كما يؤكد المشروع الدور المحوري للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحفيز مشاريع الإدماج الاقتصادي للشباب والنساء بالوسط القروي.
ومنذ إطلاقها عام 2005، ظلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تولي اهتمامًا خاصًا بالتعاونيات، وخصوصًا النسائية منها، من خلال الدعم المالي والتقني، باعتبارها خيارًا استراتيجيًا لتطوير
الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وتعزيز فرص الشغل بالمناطق القروية.
ويعكس هذا الالتزام رؤية واضحة للمبادرة في دعم سلاسل القيمة ذات إمكانات التشغيل العالية، بما يسهم في التقدم الاجتماعي والاقتصادي ويحفز روح المبادرة لدى الشباب والنساء،
ويضعهم على طريق الاستقلالية الاقتصادية وتعزيز التنمية المحلية المستدامة.