قبل يومين فقط من البيان الأخير، لم يكن أحد يتوقع أن تتحوّل حركة جيل زيد من مشروع شبابي صاعد إلى ملف أمني رقمي تتقاطع فيه الفوضى بالارتباك.
كل شيء بدأ عندما كُشفت هوية “معاد الحاقد” — الوجه الذي ظل لسنوات يتحرك في الظل، ينسّق، يوجّه، ويستقطب الأصوات داخل السيرفرات المغلقة.
لكن لحظة الكشف لم تكن حدث عابر … كانت detonation point، نقطة الانفجار التي هزّت تماسك الحركة من الداخل.
منذ الساعات الأولى بعد انكشافه، اختفى الحاقد نهائياً. لم يظهر في أي voice channel أو group discussion، فيما لاحظ الأعضاء أنه فقد كل access privileges داخل السيرفر.
صمت مفاجئ… كأن شخصاً ضغط زر “delete” في قلب النظام.
ثم جاءت الليلة الطويلة.
خلال البودكاست الليلي الذي بُثّ بعد منتصف الليل، حاول المشرفون ترميم الصورة. أحدهم قال بصوت متوتر:
“تم طرد مشرف من الفريق بعد نشره إعلاناً موجهاً إلى ملك البلاد دون استشارة الإدارة.”
كانت الجملة في ظاهرها تبريرًا إداريًا بسيطًا، لكنها في حقيقتها coordinated narrative — محاولة محسوبة لتبرئة الحركة من وثيقة مسيّسة بالكامل، لا علاقة لها بالمطالب الاجتماعية التي بُنيت عليها الفكرة الأصلية.
وثيقة، حسب مصادر رقمية مطّلعة، كانت تُمهّد لتحوّل سياسي خطير يُغلف بخطاب شبابي مضلل.
وبينما حاول المشرفون ضبط الفوضى، خرج البيان الثالث:
“نؤكد أن لا علاقة لنا بمعاد الحاقد، ولا يمثل الحركة لا من قريب ولا من بعيد.”
لكن التوقيت وحده فضحهم؛ فالتكذيب جاء بعد يومين كاملين من الصمت، وهي فترة كانت كافية لـ internal panic داخل دوائر القيادة، ولفقدانهم السيطرة على السردية العامة.
الوجوه اليسارية المألوفة التي طالما روّجت للحاقد، وجدت نفسها أمام political blowback غير مسبوق.
في ظرف 48 ساعة، تحوّلت “جيل زيد” من حركة رقمية طموحة إلى ملف متشظٍ داخل شبكات التواصل، تتنازعها الاتهامات وتغمرها الخلافات حول من قاد الانفجار ومن يحاول النجاة من تبعاته.
وبينما تتساقط الأقنعة واحداً تلو الآخر، يظل السؤال قائماً:
هل كانت “جيل زيد” مجرد مشروع شبابي… أم كانت digital proxy لأجندة أعمق بكثير مما يُعلن؟
أما “مول الفز”، فظل يقفز في المشهد كظل ساخر من زمنٍ كان يُباع فيه الوهم على أنه ثورة.