أفادت مصادر خاصة ومطلعة أن إبراهيم غالي، زعيم ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية، نجا مؤخرًا من محاولة تسميم خطيرة، يُرجح أنها جاءت في سياق صراعات داخلية متصاعدة بين
قيادات الجبهة داخل مخيمات تندوف
وبحسب نفس المصادر، فإن الحادثة لم تكن عرضية، بل تندرج ضمن مخطط للإطاحة بغالي من رئاسة الجبهة وتعويضه بشخصية أخرى يُنظر إليها على أنها أكثر قبولًا داخل بعض الدوائر القيادية
في المخيمات.
صراعات على الزعامة وولاءات متضاربة
تعيش جبهة البوليساريو بقيادة زعميها الانفصالي إبراهيم غالي منذ فترة على وقع انقسامات حادة بين قادتها، حيث تتنازع مجموعتان رئيسيتان داخلها:
الأولى ترى أن مناطق النفوذ في تندوف التي تسيطر عليها الجبهة حاليًا يجب أن تبقى كما هي لضمان استمرار مصالحها.
بينما تدعو المجموعة الثانية إلى الانسحاب من تندوف في حال تم تطبيق مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، وإعادة السيطرة الكاملة على المنطقة إلى الجزائر.
هذه الانقسامات، وفق المراقبين، قد تكون وراء تصاعد محاولات تصفية الحسابات الداخلية، خاصة بعد تزايد الضغوط الإقليمية والدولية التي تعتبر أن مشروع الجبهة “الانفصالي” بات يفقد زخمه
في ظل التطورات الأخيرة .
لماذا تصاعدت حدة الصراع داخل البوليساريو؟
في الآونة الأخيرة، تزايدت الأصوات داخل النظام الجزائري المطالِبة بضرورة “التخلّص من هذا الكيان الوهمي”، معتبرين أنه بات عبئًا ماليًا وسياسيًا على الدولة الجزائرية التي تُعاني من أزمات
داخلية حادة، بينما تُنفق سنويًا مبالغ طائلة لدعم الجبهة في تندوف.
ورغم هذه الانتقادات، فإن النظام الجزائري يبدو مصرًّا على المضي في دعم البوليساريو لأسباب تبقى غامضة، وربما مرتبطة برغبة قصر المرادية في الحفاظ على ورقة ضغط إقليمية في مواجهة
المغرب.
من جهة أخرى، تُظهر المؤشرات أن جبهة البوليساريو تعيش عزلة غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة، بعد أن فشلت في تحقيق أي اختراق دبلوماسي أو عسكري، وتراجعت شعبيتها حتى داخل
المخيمات نفسها، ما أدى إلى تصاعد التوترات الداخلية وفتح الباب أمام صراعات على الزعامة والمصالح.
ويرى مراقبون أن حادثة محاولة التسميم إن صحت تعكس عمق الانقسامات داخل الجبهة، وربما تُمهّد لمرحلة جديدة من إعادة ترتيب موازين القوى داخلها، في وقت تتجه فيه المعطيات
الميدانية والسياسية إلى تأكيد تفكك الجبهة من الداخل.