أخبار أجنبية

الصين تُحذّر: قواعد أمريكا في اليابان وكوريا أهداف مشروعة

دراسة تحليلية: التصعيد الصيني وتحذير وزير الدفاع – رسائل مباشرة إلى الحلفاء الآسيويين لواشنطن

تمهيد

في تصريح ناري وغير مسبوق، حذّر وزير الدفاع الصيني من أنّ أي محاولة لتقويض “سيادة الصين على تايوان” ستُقابل برد عسكري مباشر، ليس فقط تجاه تايوان، بل ضد القواعد العسكرية الأمريكية المتمركزة في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، معتبرًا إياها “أهدافًا شرعية” في حال اندلاع نزاع عسكري.

هذا التحذير الحادّ يمثل تصعيدًا واضحًا في لهجة بكين تجاه ما تعتبره “تدخلاً أمريكيًا في الشؤون الداخلية الصينية”، ويرسم ملامح مرحلة جديدة من المجابهة الاستراتيجية في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.

I. السياق الجيوسياسي للتصريحات الصينية

1.1. تايوان: جوهر العقيدة السيادية الصينية

تعتبر بكين أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وتسعى لإعادة توحيدها بـ”أي وسيلة ضرورية”.

القانون الصيني لعام 2005 بشأن “مكافحة الانفصال” يتيح استخدام القوة العسكرية إذا أعلنت تايوان الاستقلال رسميًا أو في حال تدخل خارجي يغيّر الوضع القائم.

1.2. النفوذ الأمريكي في شرق آسيا

الولايات المتحدة تنشر أكثر من 54,000 جندي في اليابان و28,000 جندي في كوريا الجنوبية.

ترتبط واشنطن باتفاقيات دفاع مشترك مع طوكيو وسيول، وتعتبر تلك القواعد حجر الزاوية في استراتيجيتها لاحتواء الصين.

II. تحليل مضمون التحذير العسكري

2.1. أبعاد التصريح

اللغة المباشرة: للمرة الأولى، تصرح الصين بأنّ قواعد أمريكية في دول طرف ثالث قد تُستهدف.

نقل المعركة خارج تايوان: يشير التصريح إلى أن أي نزاع بشأن تايوان قد يتوسّع إقليميًا، بل دوليًا.

2.2. قراءة في نوايا بكين

ردع استباقي: تهدف الصين إلى خلق حالة من الرعب الاستراتيجي لدى اليابان وكوريا الجنوبية، لثنيهما عن دعم تدخل عسكري أمريكي في مضيق تايوان.

فرض معادلة جديدة: توسيع مفهوم “ساحة المعركة” لردع خصوم محتملين عبر الضغط السياسي والعسكري.

III. الانعكاسات على الحلفاء الإقليميين لواشنطن

3.1. اليابان

اليابان، التي تنتهج سياسة دفاعية صارمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت أخيرًا في تعزيز قدراتها الصاروخية والهجومية.

مع ذلك، لا تزال طوكيو تواجه انقسامًا داخليًا بشأن الدخول في نزاع محتمل بشأن تايوان.

3.2. كوريا الجنوبية

كوريا الجنوبية تُوازن بين تحالفها العسكري مع الولايات المتحدة ومصالحها الاقتصادية مع الصين.

التصعيد قد يُحرج سيول سياسيًا ويجبرها على اتخاذ موقف حاسم في صراع لا تود الانجرار إليه.

IV. التبعات العسكرية والاستراتيجية المحتملة

4.1. نحو سباق تسلّح إقليمي

قد يدفع هذا التهديد دول المنطقة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية، بما في ذلك نشر أنظمة مضادة للصواريخ طويلة المدى (THAAD، Aegis).

ازدياد التوترات قد يبرر زيادة الموازنة الدفاعية لكل من اليابان وكوريا الجنوبية.

4.2. سيناريوهات المواجهة العسكرية

السيناريو وصف احتمالية

ضربة صينية محدودة ضد تايوان تهدف لفرض حصار أو تخويف متوسطة

استهداف قواعد أمريكية في اليابان أو كوريا توسيع الصراع إقليميًا منخفض إلى متوسط

تدخل أمريكي واسع في حال أُعلنت الحرب رسميًا مرتفع في حالة عدوان صيني مباشر

V. الإطار القانوني الدولي

وفقًا للمادة 2(4) من ميثاق الأمم المتحدة، يُحظر استخدام القوة ضد سلامة أراضي أي دولة.

استهداف قواعد أمريكية على أراضي دول أخرى يُعد خرقًا للقانون الدولي ما لم يكن في حالة دفاع شرعي عن النفس مؤكد وموثق.

تصعيد الصين يُعيد إحياء النقاش حول “شرعية الدفاع الجماعي” في إطار تحالفات مثل اتفاقية الأمن بين واشنطن وطوكيو.

VI. الخاتمة: نحو مرحلة جديدة من توازن الرعب

تصريحات وزير الدفاع الصيني ليست مجرد خطاب دعائي، بل تمثل رسالة استراتيجية مزدوجة:

للولايات المتحدة: تكلفة الدفاع عن تايوان ستكون عالية جدًا، وستمتد خارج حدود الجزيرة.

لحلفائها الآسيويين: التحالف مع واشنطن يحمل معه مخاطرة عسكرية مباشرة، قد تمس أراضيهم وشعوبهم.

في ظل هذا التصعيد، تدخل منطقة آسيا-المحيط الهادئ مرحلة جديدة من الردع المتبادل، حيث تكون أي شرارة خاطئة كفيلة بإشعال صراع لا يُعرف مداه، وقد يتجاوز بكثير حدود مضيق تايوان.

 

ملاحق توثيقية

مصادر أساسية:

خطاب وزير الدفاع الصيني – وكالة أنباء شينخوا.

تقارير البنتاغون حول تمركز القوات الأمريكية في آسيا.

دراسات RAND Corporation حول سيناريوهات الحرب في مضيق تايوان.

تحليلات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS).

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار