أقلام حرة

سيكولوجيا العودة و الإنفصال

في آخر ليالي الخريف المعتمة

حين تسدل شجرة الخروب آلامها وآمالها

تورق الخيبات حنين الرجوع إلى الألم الذي يمضي

غرابة أشبه بالعود الأبدي

 

إلى أين تمضي؟ عد لوكرك المظلم… وكرك الشاحد بالحزن والموسيقى الصدئة… وكرك الذي يرزخ بؤسا… لغليونك المحشو بالتبغ الرديء، ونبيذك الرخيص المر.. عد.. لهذا المرض الذي لا ينتهي.. ليس لك وجهة في الطرق ولا سراج ترتضيه… عالمك هذا الحالك التي تعرشه شجرة الخروب العارية  بجدوعها الموغلة في اليأس والمرارة وشوكها الأسود المدمي كمناقير الغربان.. عد وطالع هذا الفنار البالي الخرب المعمد بالتأوه والحزن الإلهي… كلما فتحت باب الغرفة استشراقا تأسى للرماد المخاتل ببهرج الألوان الكاذبة..

كفاك الوهم.. عد لأشياءك القديمة، للأصيص المنكسر والزهور التي تند يباسا كصدرك الآن… للوحة الرخام التي غادرتها ملامح إحدى حبيباتك… لقصائدك الهجينة ولكتب طفى عليها غبار الكآبة… دع أطواق الياسمين والشموع والبيانو ولمسة على خذ المساء لا تأتي… دعها…  لن ترقص مرة أخرى في جيدها، ولن تقطف من ثغرها كرز لذة عابرة… عيناها عسليتان، لكنك مفتوح على الأفق الحالك، على غمام، على ضياع، على عبث… تعشقها أو تستكين للذة الدراما، سيان… هي للمصير وأنت لست لغيره في الشؤم…

ليس الحب مهنتك ولا غوايتك العزف على غير أضلاعك الهشة… ولا أنت من السعادة بالإيمان… الحب نرد خاسرة والصداقة حرفة قشيبة… لمعنى لولب لا يقاس باللغة… والوجود لن يضم كل هذا الجرح … لا تبرح الذاكرة… لا تقدف بغرابك خارج صدرك… ولا توشي هذا الهيكل الخرساني بالزخرف الوردي…

الشاعر هشام محب

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع الدائرة نيوز _ Dairanews لمعرفة جديد الاخبار